ستاد العرب يكتب السؤال الأكثر وجاهة وجوهرية، وربما يطرح نفسه بإلحاح يقول: لماذا ينجح لاعبو الفدائي بالوقوف في وجه منتخب كوريا الجنوبية، متصدر المجموعة الثانية برصيد 14 نقطة، فيفرمله مرتين، ذهاباً وإياباً، في التصفيات المؤهلة للمونديال، في حين لم ينجح اي منتخب آخر في المجموعة بعرقلة "الشمشون الكوري" إما بفوز او تعادل، على العكس فقد سقطت جميع المنتخبات أمامه؟
تقديري ان الإجابة الأكثر إقناعاً ومنطقية لا تخرج عن ان الفدائي تسلح بعناصر في غاية الأهمية، على أن أبرزها سلاحاً الإصرار والعزيمة، ورفض مغادرة مسرح التصفيات، والإبقاء على خيوط الأمل حاضرة وموجودة.
تكرار الفدائي فرض التعادل على المنتخب الكوري، يؤكد بالأدلة والبراهين والشواهد انه مؤهل للاصطفاف بين صفوة القارة، بفضل بسالة وفدائية لاعبيه، وهذا الواقع ينبغي أن يفرض على قيادة اتحاد الكرة ان تبني سياساتها واستراتيجياتها، الآنية والمستقبلية، وفقاً لهذه القواعد والأسس.
الفدائي لعب امام كوريا، بمن حضر، فقد غابت عناصر مؤثرة وموهوبة، وتصنع الفوارق، لكن ذلك لم يمنع سائر اللاعبين من تكرار انجاز "سيئول"، وهذه المرة بنتيجة ايجابية بهدف لمثله، بدلاً من النتيجة البيضاء.
رجال خط الظهر، ومن خلفهم الحارس الامين والمُبدع، رامي حمادة، تفوقوا على انفسهم فأغلقوا كافة المحاور المؤدية للمرمى، وفي تقديري ان ابداعات حارس عرين الفدائي هي التي منحتهم شحنات وافرة من الثقة، فكانوا بحق في قمة حضورهم وتركيزهم الذهني، وانضباطهم والتزامهم ولم يرتكبوا أية أخطاء.
امتداح رامي حمادة ورباعي خط الدفاع لا يجعلنا نقفز عن سائر اللاعبين في خطي الوسط والهجوم، فقد شدوا من أزر زملائهم في الخلف، فبدا مرمى الفدائي عصياً على الكوريين، وحاول رفاق القائد "سون" ايجاد الحلول المناسبة بالمناولات الطويلة خلف المدافعين لاستثمار عنصرَي السرعة والجهد البدني، لكن رجال الفدائي كانوا فدائيين بكل ما للكلمة من معنى ومغزى ودلالة.
[email protected]
كُنا قد تحدثنا في خبر الفدائي يُحقق ما عجز عنه الآخرون - ستاد العرب بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا ستاد العرب الالكتروني.
0 تعليق